بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء و المرسلين سيدنا محمد بن عبدالله وبعد
مقال قراءته في جريدة الجزير يتحدث عن موضوع في غاية الاهميه الا وهو التدويين وتسجيل مالدي كبار السن من معلومات و تاريخ وقصص عن الماضي الذي عاشوا فيه وتكون شهاده لهم على العصر وتسجيل تلك المعلومات وتوثيقها وحفظها وبخاصة في هذا العصر الذي تعددت فيه وسائل الثقافات وتأثرت فيه المجتمعات بتلك الثورة الاعلامية والتكنولوجية واصبح العالم مثل القريه الصغيره وكل يوم يطلع علينا منتج جديد وتقنية جديد لحفظ الموروث الشعبي
لذا نتمني من الاخوان التعاون في تدوين مالدي كبار السن من البدارين من قصص واحداث الزمان و كذلك عمل تراجم لمن مات منهم ووضعها هنا في هذا الملتقي المبارك , في الماضي كان التدوين قليل ويقتصر على من يعرف يكتب ويقراء فقط ,اما الان فيجب ان نتكاتف مع بعض لابراز الموروث الشعبي لدي البدارين و الدواسر وتسجيله وحفظه
واحب انقل لكم هذى القصة والقصيدة التي دارت احداثها قبل اكثر من مائة وعشرين عاماً كما حدثني بها اكثر من راوى الا ان تعدد الرواة قد يشعب القصة وقد يزيدها او ينقصها الا انها سوف تبقى واحدة من الدرر التي تزين عقد موروثنا الشعبي العريق وهي تخص احد بناء ال زايد الدواسر.
ففي وقت عاش فيه المجتمع جهلاً بالدين مع التمسك فيه ببعض القيم والمبادئ وكان الغزو والحيافة والذهب جزء من حياة البادية ذهب صاحب القصة قطنان بن شري الشرافي الدوسري واثنين من مرافقيه كما ورد من الرواة للحيافة في ليلة لا تخلو من ضوء القمر وحينما اقتربوا من منازل احدى القبائل وكان هدفهم ذلول نجيبة من الجيش قال لصاحبيه ابقوا هنا فان اتيتكم قبل طلوع النهار والا فانجوا بأنفسكم وعودوا لاهلكم ثم سرى منهم متعرياً من ملابسه الا ما يستر عورته خوفاً ان يراه احد وينكشف امره وعند قربه من مبارك الجيش والابل اخذ يتدحرج على جنبه حتى وصل الى مراده وهي تلك الذلول النجيبة مد يده ليطلق عقالها فاذا بزوجة صاحب الابل تمسك بيده حيث كانت تقوم بحراسة الذلول خوفاً عليها من الذهب كما هي عادة القبائل في ذلك الوقت وقالت له الزم ارضك والا صحت عليك وفضحت امرك وذبحك اصحاب الابل ولكن ما جاء بك الا حظك الردي وقادته الى بيت زوجها صاحب الابل واعطته بعض الطعام حتى تضمن سلامته من القتل ثم اخبرت زوجها بما حصل فقام منزعجاً واوقد النار وصاح في قومه فلما اجتمعوا سألوا اسيرهم عن الامر ما الذي جاء به؟ ومن كان معه من الغزاة؟ وعن موقعهم فقال انه لوحده وان ما جاء به هو ان زوجته عيرته بعدم الغزو وقد قال ذلك ليتخلص مما وقع فيه والا فلا يفعل ذلك الا الفارس الشجاع وحين ذلك ربطوه واوثقوه في مقدمة البيت وتركوه وفي ضحى ذلك اليوم وبعد ان انطلق الرجال خلف ابلهم وحلالهم رعياً وحراسة خرج طفل رضيع يحبو ويبكي من مقدمةالبيت متجهاً الى بقايا النار التي اشعلت في ذلك المساء فلحقت به امه التي فعلت بالرجل ما فعلت وكانت قد نثرت شعرها لتعد نفسها تجملاً لزوجها الا انها حينما رأت فلذت كبدها سوف يقع في النار نسيت كل شيء حتى وجود اسيرهم في سبيل انقاذ طفلها فلما رآها اسيرهم فاضت قريحته بابيات عذرية كانت بقدرة الله سبباً في نجاته حيث ان هذه المرأة وبعد ان سمعت القصيدة قالت لزوجها بعد عودته طلبتك طلبة ما ترد ما سوف اسألك اياه فقال زوجها تم ولك مطلوبك فقالت تعتق الاسير وتعطيه الذلول التي جاء من اجلها وكان الامر مفاجأة للرجل وما ضمن ان زوجته سوف تطلب منه مثل ذلك الطلب الا انه من شيم العرب ألا يردوا عطية عطوها فاطلق سراح الاسير واعطاه الذلول.
والقصيدة هي:
[poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
حاذور من طيح بغير اختبارا = ترى كسير الوراء مافيه تجبير
انا نذير اهل الهوى من الغرارا = ترى الهوى ياقع اليا طقوا الزير
حن الحوار وجا لقلبي دمارا = هجس اني اصبر بالقدر والمقادير
الحوار من جلده غشاه الصفارا=اصفر على اصفر مثل عسو الجبابير
النهد بيض اللي من العش طارا=من حجر مقراة على ساهج البير
والرأس ياذيل اشقر يوم غارا= يعوج رأسه بين عوج الدواوير
والساق يادراجتين تبارا= دراج عاج صيرفوه النجاجير
والورك شط متيه في خضارا= مادلقوه اهله بحل المخاضير
فوجدي عليهم وجد راعي عمارا=ينقل على رأسه من الخد ويثير
ولا وجد من له بكرتين كبارا=قصر جهدهن والعرب في المحادير[/poem]
في
الختام
نسال الله لكم التوفيق والنجاح
وان يجعل ما تكتبون في هذا الملتقي في ميزان حسناتكم يوم القيامه
وتقبلوا مني وافر التقدير والاحترام
في الاسبوع القادم قصة و قصيدة جديدة
[poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ياليتني عن جيت البير من صوح = قبل التخسر وانفق المال كله[/poem]
انتظرونا